أشار على النبي صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق هو.
الإجابة الصحيحة هي : سلمان الفارسي.
استشار النبي في حفر الخندق
إن غزوة الخندق من أهم الغزوات التي خاضها المسلمون في تاريخهم، فقد كانت نقطة تحول كبيرة في مسيرة الدعوة الإسلامية، حيث شكلت منعطفاً مهماً في الصراع بين الحق والباطل، وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم حريصين كل الحرص على نصرة دينهم ونبيهم صلى الله عليه وسلم، فكانوا على أتم الاستعداد لتنفيذ أوامره وتوجيهاته، ومن بين هؤلاء الصحابة كان سلمان الفارسي رضي الله عنه، ذلك الصحابي الجليل الذي أسلم لله ورسوله وهاجر إلى المدينة المنورة، وقد كان له دور بارز في هذه الغزوة، حيث كان السبب في اقتراح فكرة حفر الخندق حول المدينة المنورة، وذلك من أجل صد هجوم الأحزاب الذي كان يضم جيوشاً كبيرة من قريش وغطفان وبني قريظة.
استشار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في أمر حفر الخندق، وكان سلمان الفارسي رضي الله عنه من بين من حضروا هذا الاجتماع، وعندما عرض النبي صلى الله عليه وسلم عليهم فكرة حفر الخندق، تردد بعض الصحابة في قبولها، ولكن سلمان الفارسي رضي الله عنه أيد الفكرة بشدة، وقال للنبي صلى الله عليه وسلم: “يا رسول الله، إني كنت في فارس، وكانت ملوك فارس إذا حاصرتهم الأعداء، حفروا حول مدينتهم خندقاً، ومنعوا بذلك أعداءهم من دخول مدينتهم، فإن رأيت يا رسول الله أن نفعل ذلك”.
وافق النبي صلى الله عليه وسلم على اقتراح سلمان الفارسي رضي الله عنه، وأمر الصحابة بحفر الخندق، وقد كان الصحابة حريصين على تنفيذ أمر نبيهم صلى الله عليه وسلم، فحملوا المعاول والفؤوس، وشرعوا في حفر الخندق حول المدينة المنورة، وقد استمروا في حفر الخندق لمدة ستة أيام، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يشاركهم في العمل، ويحفر معهم الخندق، ويشجعهم على الاستمرار في العمل، وقد كان الصحابة يتسابقون في العمل، ويتنافسون في تقديم المساعدة والإعانة لإخوانهم، وكانوا يرددون الأناشيد والأغاني الحماسية التي تزيد من حماسهم وإصرارهم على إكمال حفر الخندق.
حفر الخندق ونتائجه
حفر الصحابة الخندق حول المدينة المنورة، وكان طوله خمسة آلاف ذراع، وعرضه عشرون ذراعاً، وعمقه خمسة عشر ذراعاً، وقد كان الخندق عميقاً وواسعاً بحيث لا يمكن للخيول والفرسان عبوره، وقد نجح المسلمون في حفر الخندق قبل وصول جيوش الأحزاب إلى المدينة المنورة، وقد كان حفر الخندق بمثابة التحصين القوي للمدينة المنورة، فقد منع جيوش الأحزاب من دخول المدينة، وأجبرهم على التخييم حول الخندق، وقد استمر حصار المدينة المنورة لمدة شهر كامل، ولكن المسلمين صمدوا في وجه الحصار، واستطاعوا الدفاع عن المدينة المنورة بفضل الله تعالى، وبفضل الخندق الذي حفروه حول المدينة المنورة.
انتصار المسلمين في غزوة الخندق
بعد شهر من الحصار، انسحبت جيوش الأحزاب من المدينة المنورة، وقد كان انتصار المسلمين في غزوة الخندق انتصاراً عظيماً، وكان هذا الانتصار بفضل الله تعالى، وبفضل حكمة النبي صلى الله عليه وسلم، وبفضل شجاعة الصحابة وتضحياتهم، وقد كان حفر الخندق أحد أهم العوامل التي ساعدت المسلمين على تحقيق النصر في هذه الغزوة، وقد أثبتت هذه الغزوة أن المسلمين قادرون على الدفاع عن أنفسهم وعن دينهم، وأنهم لا يهابون أعداءهم مهما كثر عددهم وعتادهم.
دروس وعبر من غزوة الخندق
هناك العديد من الدروس والعبر التي يمكن استخلاصها من غزوة الخندق، ومن هذه الدروس والعبر:
1. أهمية الاعتماد على الله تعالى في جميع الأمور، وأن النصر لا يأتي إلا من عند الله تعالى.
2. أهمية اتباع أوامر النبي صلى الله عليه وسلم وتوجيهاته، وأن النصر لا يتحقق إلا بالالتزام بتعاليم الإسلام.
3. أهمية الوحدة والتعاون بين المسلمين، وأن المسلمين إذا توحدوا وتعاونوا، فإنهم قادرون على التغلب على جميع الصعوبات والتحديات.
4. أهمية الصبر والثبات في وجه الشدائد، وأن المسلمين لا ينبغي أن ييأسوا أو يستسلموا مهما كانت الظروف صعبة.
5. أهمية التضحية والفداء في سبيل الله تعالى، وأن المسلمين يجب أن يكونوا مستعدين للتضحية بأنفسهم وأموالهم في سبيل دينهم.
غزوة الخندق من أهم الغزوات التي خاضها المسلمون في تاريخهم، وقد كان لهذه الغزوة آثار كبيرة على مسيرة الدعوة الإسلامية، وقد كان حفر الخندق حول المدينة المنورة أحد أهم العوامل التي ساعدت المسلمين على تحقيق النصر في هذه الغزوة، وقد أثبتت هذه الغزوة أن المسلمين قادرون على الدفاع عن أنفسهم وعن دينهم، وأنهم لا يهابون أعداءهم مهما كثر عددهم وعتادهم، وقد تركت غزوة الخندق العديد من الدروس والعبر للمسلمين، وهذه الدروس والعبر لا تزال صالحة في كل زمان ومكان.