استأثر الله بعلم أمور لايعلمها إلا هو وعددها.
الإجابة الصحيحة هي : خمسة.
استأثر الله بعلم أمور لا يعلمها إلا هو وعددها
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
استأثر الله تعالى بعلم الغيب، وهو ما لا يعلمه إلا هو سبحانه، ولا يُمكن لأي مخلوق مهما بلغ من العلم والعقل أن يحيط به. وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية ذكر لأمور استأثر الله بعلمها وخصصها لنفسه وحده، وفي هذا المقال سنتناول الحديث عن هذه الأمور وعددها.
أولاً: عدد أمور الغيب التي استأثر الله بعلمها
ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية ذكر لعدد من الأمور التي استأثر الله بعلمها، وقد اختلف العلماء في عدد هذه الأمور، ولكن الرأي الراجح أنها سبعة.
ثانيًا: أمور استأثر الله بعلمها
1. علم الساعة: لا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله تعالى، قال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ” (لقمان: 34).
2. علم الغيب المطلق: وهو كل ما لا يعلمه أحد إلا الله، ولا يُمكن لأي مخلوق أن يطلع عليه مهما بلغ من العلم، قال تعالى: “وَإِنْ تَظْهَرُوا أَوْ تُخْفُوا” (الأنفال: 47).
3. علم الأرزاق: لا يعلم رزق العباد إلا الله، قال تعالى: “وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ” (لقمان: 34).
4. علم الأرحام: لا يعلم من سيولد من ذكر أو أنثى إلا الله، قال تعالى: “وَهُوَ الَّذِي يَخْلُقُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ” (آل عمران: 6).
5. علم متى يموت الإنسان: لا يعلم متى سيموت الإنسان إلا الله، قال تعالى: “وَهُوَ الَّذِي يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ” (غافر: 66).
6. علم ما في الأرحام: لا يعلم ما في أرحام النساء إلا الله، قال تعالى: “وَالسَّمَاءَ وَالرَّسُلَ وَمَا يُوحَى إِلَيْكُمْ مِنْ رُوحِهِ لِيُعْلِمَكُمْ مَا فِي الأَرْحَامِ” (الشورى: 51).
7. عدد قطرات المطر: لا يعلم عدد قطرات المطر إلا الله، قال تعالى: “وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ” (الأنفال: 11).
ثالثًا: حكم علم الغيب
علم الغيب محرم على الخلق، ولا يجوز لأي أحد أن يتكهن به أو يدعي معرفته، قال تعالى: “قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ” (النمل: 65).
رابعًا: حكمة استئثار الله بعلم الغيب
استأثر الله بعلم الغيب لحكمة عظيمة، وهي أن الإنسان لو علم الغيب لأصبح منقلبًا على عرشه، قال تعالى: “وَلَوْ أَنَّنَا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ” (النساء: 66).
خامسًا: عواقب ادعاء علم الغيب
من ادعى علم الغيب فقد كفر بالله تعالى، قال تعالى: “وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ” (مريم: 88).
سادسًا: أهوال الاطلاع على الغيب
لو اطلع أحد من الخلق على الغيب لذهل ولم يطق احتماله، قال تعالى: “وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ، لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرْنَا” (الحجر: 14-15).
سابعًا: تأثير الجهل بالغيب على حياة الإنسان
يؤثر الجهل بالغيب على حياة الإنسان إيجابيًا، حيث يجعله يعيش حياته في طاعة الله وعبادته، ويقوم بعمله على أكمل وجه، قال تعالى: “فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنتَظِرِينَ” (يونس: 20).
استأثر الله تعالى بعلم أمور لا يعلمها إلا هو، وهي أمور لها حكمتها في استئثار الله بها، وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية ذكر لسبعة من هذه الأمور. ولا يجوز لأي مخلوق أن يدعي علم الغيب أو التكهن به، ومن ادعى ذلك فقد كفر بالله تعالى.
والحمد لله رب العالمين.